من منبر الشورى .. رسائل ملكية أنصت لها العالم

رسائل ملكية أنصت لها العالم
  • آخر تحديث

جاء الخطاب الملكي الذي ألقاه خادم الحرمين الشريفين أمام مجلس الشورى ليؤكد بما لا يدع مجال للشك أن المملكة العربية السعودية تقف اليوم في موقع القيادة بالنسبة إلى الملفات الإقليمية والدولية على حد سواء.

رسائل ملكية أنصت لها العالم 

فقد كان الخطاب بمثابة تجسيد عملي للسياسات الحكيمة التي تبنتها الرياض في إدارة التوازنات الدولية والتعامل مع الأزمات الشائكة في المنطقة.

التحرك الدبلوماسي تجاه الأزمة السورية

من أبرز ما تناوله الخطاب الملكي الإشارة الواضحة إلى الجهود الدبلوماسية الكبيرة التي بذلتها القيادة السعودية مؤخرا لإقناع المجتمع الدولي، وفي مقدمة ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، بضرورة رفع العقوبات المفروضة على الجمهورية العربية السورية.

وقد أثمرت هذه الجهود عن خطوة تاريخية تمثلت في إعلان الرئيس الأمريكي رفع العقوبات رسميا، استجابة لطلب مباشر من صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله وهو ما يعكس قوة العلاقات الاستراتيجية بين الرياض وواشنطن من جانب، ويبرز قدرة المملكة على استثمار مكانتها الدولية في خدمة القضايا العربية من جانب آخر.

إنجاز سياسي وتحول في مسار الأزمة

لم يقتصر هذا القرار على كونه مكسب سياسي فحسب، بل شكل منعطف مهم في مسار الأزمة السورية الممتدة منذ سنوات طويلة.

فقد أوضح الخطاب الملكي أن رفع العقوبات سيكون له أثر مباشر في تعزيز الأمن والاستقرار داخل سوريا، وتهيئة المناخ لمرحلة انتقالية أكثر توازن وعدل.

كما يفتح هذا القرار الباب أمام الحكومة السورية للتعامل مع التحديات الاقتصادية العميقة التي أنهكت مؤسسات الدولة وأثقلت كاهل المواطنين، وفي الوقت نفسه يخفف بشكل كبير من حدة المعاناة الإنسانية التي عاشها الشعب السوري نتيجة العقوبات والحصار.

الالتزام السعودي بنهج السلم والاستقرار

الخطاب الملكي أشار بوضوح إلى أن نجاح المملكة في هذا الملف لم يكن وليد اللحظة، بل يعكس التزامها الراسخ والثابت بالعمل من أجل أمن واستقرار المنطقة، انطلاق من مبدأ أصيل يقوم على دعم الحلول السلمية للنزاعات ورفض السياسات التي تزيد من معاناة الشعوب.

فالمملكة تنطلق دائما من قاعدة إنسانية وأخلاقية تؤكد أن استقرار المنطقة لا يتحقق إلا من خلال الحوار، التفاهم، وتخفيف الأزمات الإنسانية.

إعادة سوريا إلى محيطها العربي والدولي

لقد كان التحرك السعودي بمثابة نقطة تحول في إعادة سوريا إلى محيطها العربي والدولي، بعد سنوات من العزلة والقطيعة.

هذه العودة تمثل خطوة مهمة في استعادة سوريا لدورها الطبيعي على الساحتين الإقليمية والدولية، بما يسهم في تعزيز توازن المنطقة وفتح آفاق جديدة للتعاون المشترك بين الدول العربية.

نجاح الدبلوماسية السعودية الهادئة

رفع العقوبات عن سوريا بوساطة سعودية هو دليل قاطع على نجاح الرياض في الجمع بين أسلوب الدبلوماسية الهادئة التي ترتكز على الحوار والتواصل المستمر، وبين القدرة على التأثير المباشر في دوائر القرار العالمي.

وقد جاء الخطاب الملكي ليؤكد هذه الحقيقة، حيث أوضح أن المملكة ليست مجرد طرف في المعادلات الدولية، بل هي فاعل رئيسي قادر على صناعة التحولات الكبرى.

الثقة في الدور السعودي المتنامي

في ختام الخطاب، تجلت بوضوح معاني الثقة في الدور المتنامي للمملكة، وهو دور لا يقتصر على معالجة قضايا محددة، بل يمتد ليشمل بناء منظومة إقليمية أكثر استقرار وتوازن.

وقد شدد الخطاب على أن القيادة السعودية تتحرك انطلاق من مسؤوليتها التاريخية تجاه قضايا الأمة العربية والإسلامية، واضعة نصب أعينها هدف سامي يتمثل في التخفيف من الأزمات الإنسانية وتوفير مقومات الأمن والتنمية لشعوب المنطقة.