السعودية تستعد لتوديع شركة النقل الجماعي سابتكو في هذه المدن الجديدة

السعودية تستعد لتوديع شركة النقل الجماعي سابتكو في هذه المدن الجديدة
  • آخر تحديث

كشفت مصادر مطلعة عن توجهات رسمية في السعودية لإيقاف خدمات شركة النقل الجماعي السعودية "سابتكو" تدريجي في عدد من المدن الكبرى، وعلى رأسها جدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة، في إطار خطة إعادة هيكلة شاملة لقطاع النقل العام داخل المملكة، بالتزامن مع تطورات جديدة تتعلق بشراكتها الاستراتيجية مع شركة "السا"الإسبانية.

السعودية تستعد لتوديع شركة النقل الجماعي سابتكو في هذه المدن الجديدة

وتأتي هذه الإجراءات بعد عقود من عمل "سابتكو" كمزود رئيسي لخدمات النقل الجماعي بين المدن وفي داخلها، لتفسح المجال أمام مشغلين دوليين ونظم نقل حضرية حديثة تتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030، الرامية إلى تحسين كفاءة وسائل النقل الجماعي وتقليل الاعتماد على المركبات الخاصة.

إعادة هيكلة القطاع والتحول نحو نموذج جديد

تشير المعلومات إلى أن وزارة النقل والخدمات اللوجستية، وبالتعاون مع الهيئة العامة للنقل، تعمل على إعادة تنظيم مشغلي النقل في المدن الكبرى، بحيث يتم نقل مسؤولية تشغيل الحافلات داخل المدن إلى تحالفات جديدة تضم شركات دولية ومحلية، تدار بأنظمة ذكية وتقدم خدمات أكثر دقة وانتظام.

وبموجب هذا التحول، سيتم سحب امتيازات التشغيل تدريجيا من "سابتكو" في بعض المناطق، خاصة في الخطوط الحضرية داخل جدة ومكة والمدينة، وتحويلها إلى مشغلين جدد من ضمنهم شركة "السا" الإسبانية، التي دخلت في شراكة استراتيجية مع "سابتكو" لتأسيس كيان مشترك متخصص في إدارة شبكات النقل داخل المدن.

تفاصيل الشراكة مع "السا" الإسبانية

بدأ التعاون بين شركة سابتكو وشركة السا منذ سنوات قليلة، وتطوّر خلال عام 2025 ليأخذ منحنى استراتيجي، من خلال إطلاق شركة مشتركة تعنى بتشغيل الحافلات داخل المدن السعودية وفق المعايير الأوروبية. وتم بالفعل تشغيل مشاريع تجريبية في الرياض، والآن يجري التوسع إلى مدن أخرى.

ووفقا للمصادر، فإن الشراكة مع "السا" لا تعني خروج سابتكو تماما من السوق، بل تحولها من مشغل تقليدي إلى شريك استراتيجي في مشاريع نقل حضرية تحت إشراف الجهات التنظيمية، مع التركيز على تقديم خدمات تعتمد على التقنيات الحديثة مثل تتبع الحافلات عبر التطبيقات، وتحديد مواعيد دقيقة، وتقديم خدمات أكثر أمان وراحة للمواطنين والمقيمين.

المدن التي ستتأثر بالتحول

حتى الآن، شملت الخطط التشغيلية الجديدة عدد من المدن ذات الكثافة السكانية العالية، وعلى رأسها الرياض، جدة، مكة، المدينة المنورة، الدمام، والخبر.

ومن المتوقع أن تتوسع هذه الخطة لتشمل مدن أخرى خلال العامين المقبلين، مع دمج أنظمة النقل في منظومة حضرية متكاملة تربط الحافلات بالمترو والنقل الترددي.

وتعني هذه التغييرات أن سابتكو، بشكلها التقليدي، ستتوقف عن تقديم بعض خدماتها المباشرة في هذه المدن، خاصة الرحلات القصيرة داخل الأحياء، مع استمرارها في تشغيل بعض الخطوط بين المدن حتى إشعار آخر، وفق اتفاقيات تشغيل مؤقتة.

لقيت هذه الخطوات ردود فعل متباينة بين المواطنين، فبينما رحب البعض بتطور خدمات النقل وتحديثها لتواكب المدن العالمية، أعرب آخرون عن قلقهم من فقدان موظفين سعوديين لوظائفهم، وهو ما ردت عليه وزارة النقل بالتأكيد على أن المرحلة الانتقالية ستشمل برامج لتأهيل الموظفين وإعادة توزيعهم في الشركات الجديدة.

كما شددت الوزارة على أن الهدف النهائي ليس التخلي عن سابتكو، بل توجيهها نحو نموذج تشغيلي جديد يضمن بقاءها لاعب في سوق أكثر احترافية وتطور، مع التزام الدولة بدعم المواطنين وضمان استمرارية خدمة النقل العام كجزء من الخدمات الأساسية للمواطنين والمقيمين والزوار.

المصادر