عكاظ تفجر مفاجأة وتكشف ما كان يحدث في لاونجات جدة وكان وراء قرار اغلاقها

ما كان يحدث في لاونجات جدة وكان وراء قرار اغلاقها
  • آخر تحديث

شهدت المدن السعودية في السنوات الأخيرة انتشار واسع لما يعرف بـ "اللاونجات"، وهي منشآت تجارية تقدم فيها المعسلات والمشروبات والأطعمة تحت مسمى يرتبط غالبا بالراحة والاسترخاء.

ما كان يحدث في لاونجات جدة وكان وراء قرار اغلاقها 

غير أن هذه الصورة المثالية لا تنطبق على الواقع في كثير من الأحيان، إذ تحولت العديد من تلك الأماكن إلى مصدر إزعاج وخطر صحي وبيئي واجتماعي.

المعنى الحقيقي لكلمة "لاونج"

بحسب التفسير اللغوي، تعني كلمة "لاونج" قاعة أو صالة أو غرفة انتظار، وغالبا ما تستخدم للإشارة إلى أماكن أنيقة ومريحة توفر جلسات راقية وهادئة.

الهدف من هذه المساحات هو إضفاء أجواء استجمام وراحة لزوارها بعيد عن الضوضاء.

إلا أن الترجمة العملية لهذه الفكرة في بعض المنشآت محلية التطبيق جاءت مشوهة؛ فبدلا من الراحة، أصبحت هذه المواقع تعج بالموسيقى الصاخبة والدخان الكثيف، ما حولها من أماكن استرخاء إلى بيئات طاردة.

أبرز السلوكيات السلبية والممارسات الخاطئة

أوضح مواطنون أن بعض اللاونجات باتت تعاني من مظاهر سلبية مزعجة، من أبرزها:

  • الصخب الشديد الناتج عن استخدام مكبرات الصوت بشكل مفرط.
  • انتشار دخان المعسل بكثافة تمنع حتى رؤية الجالسين في المكان نفسه.
  • غياب التهوية والعوازل بين المدخنين وغير المدخنين، مما يجعل الجميع عرضة للضرر.
  • وقوعها في مناطق سكنية، ما يسهل وصول صغار السن إليها ويدفعهم لتجربة التدخين.

هذه العوامل مجتمعة جعلت اللاونجات مصدر قلق للأسر وسكان الأحياء المحيطة.

مخالفات صحية وبيئية خطيرة

كشفت جولات رقابية ميدانية عن سلسلة من المخالفات التي ترتكبها بعض اللاونجات، منها:

  • ضعف مستوى التهوية داخل الصالات.
  • استخدام أنواع تبغ مجهولة المصدر، ما يضاعف خطورتها.
  • سوء حفظ وتخزين الأغذية والمشروبات بطرق غير صحية.
  • تدني مستوى النظافة العامة وعدم التزام العاملين بالمظهر الصحي.
  • تشغيل موظفين دون شهادات صحية.
  • ممارسة النشاط دون ترخيص أو بترخيص منتهٍ الصلاحية.
  • غياب البطاقات الغذائية أو عدم وضوحها.

كما رصد تقديم الطعام جنبا إلى جنب مع المعسلات في مكان واحد، ما يضاعف الأضرار الصحية على مرتادي هذه الأماكن.

البعد الصحي 

حذر أطباء الجهاز التنفسي من خطورة الأدخنة الكثيفة داخل اللاونجات، حيث يعد المعسل من الأسباب المباشرة لأمراض الرئة المزمنة مثل:

كما أن خلط مواد خطرة مثل نشارة الخشب مع المعسل، بهدف تقليل التكلفة وزيادة الأرباح، يشكل تهديد مضاعف، إذ يحتوي على مواد مسرطنة تؤدي إلى أمراض القلب وسرطان الأنف.

الجانب القانوني والعقوبات المفروضة

أوضح محامون وخبراء قانونيون أن ممارسة نشاط "اللاونجات" دون ترخيص نظامي أو مخالفة اشتراطات البلدية يعرض المنشآت لعقوبات صارمة، ومن أبرز العقوبات:

  • غرامة تتراوح بين 10 آلاف و50 ألف ريال لعدم وجود ترخيص بلدي.
  • غرامة بين 1,000 و5,000 ريال لمخالفة شروط الترخيص الممنوح.
  • غرامة من 600 إلى 3,000 ريال لممارسة نشاط إضافي غير مدرج في الترخيص.
  • غرامة تصل إلى 30,000 ريال لتقديم منتجات التبغ دون ترخيص خاص.

كما أن البلديات أغلقت عدد من هذه المنشآت بالفعل بسبب تكرار المخالفات وتجاهل الأنظمة.

ضرورة إعادة النظر

إن ظاهرة انتشار اللاونجات وما رافقها من مخالفات صحية وبيئية وتنظيمية تستدعي وقفة جادة من الجهات الرقابية، إلى جانب رفع الوعي المجتمعي بأضرار التدخين والمعسلات.

فبينما يفترض أن تكون هذه الأماكن واحات للراحة، أصبحت في بعض الحالات بيئات خطرة تهدد الصحة العامة وتضر بالنسيج الاجتماعي.

الحل يكمن في تطبيق صارم للأنظمة البلدية والصحية، وتشجيع الاستثمار في مقاهي ومرافق ترفيهية تواكب المعايير العالمية للسلامة والنظافة، لتظل المدن السعودية بيئة جاذبة وصحية لسكانها وزوارها.