اجراءات جديدة في السعودية من اليوم تمنع الاطفال من استخدام كل هذه التطبيقات

اجراءات جديدة في السعودية من اليوم تمنع الاطفال من استخدام كل هذه التطبيقات
  • آخر تحديث

تعد شركة "روبلكس" الأميركية واحدة من أبرز الشركات العالمية المتخصصة في تطوير منصات الألعاب التفاعلية، حيث طورت منصة "روبلكس" التي أحدثت ثورة في عالم الترفيه الرقمي.

اجراءات جديدة في السعودية من اليوم تمنع الاطفال من استخدام كل هذه التطبيقات

فمنذ تأسيسها عام 2004، وفرت المنصة بيئة افتراضية ثلاثية الأبعاد تمكن المستخدمين من ابتكار ألعابهم الخاصة، وتجربة ألعاب الآخرين، بل وتحقيق أرباح مالية حقيقية من خلال ما يصممونه.

هذا المزيج بين الإبداع والربحية أسهم في مضاعفة إقبال المستخدمين عليها، لتصبح من أسرع منصات الألعاب الرقمية نمواً وأكثرها تأثير على مستوى العالم.

أرقام قياسية في النمو والاستخدام

شهدت المنصة نمو استثنائي خلال السنوات الأخيرة، حيث بلغ عدد المستخدمين النشطين يوميا في الربع الثاني من عام 2025 حوالي 111.8 مليون مستخدم حول العالم.

ويظهر هذا الرقم الضخم مدى انتشارها بين الفئات العمرية المختلفة، خصوصاً فئة الشباب والأطفال الذين يمثلون الغالبية العظمى من جمهورها.

كما أن دعم اللغة العربية على المنصة أسهم في زيادة معدلات المشاركة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ وصلت نسبة التفاعل إلى 80%، وهو ما يعكس الاهتمام المتزايد بالمنصة في هذه المنطقة الحيوية.

ومن الناحية الاقتصادية، ارتفعت القيمة السوقية للشركة خلال عام 2025 لتصل إلى 46.8 مليار دولار أميركي، مدفوعة بالإقبال الكبير على ألعابها وتجربتها التفاعلية.

العوالم الافتراضية

تتيح "روبلكس" للمستخدمين الدخول إلى عوالم ثلاثية الأبعاد جذابة تجمع بين الإبداع، التفاعل الاجتماعي، والمغامرات المشوقة.

هذه البيئة الترفيهية جعلت المنصة الخيار الأول لشريحة كبيرة من الشباب في المملكة العربية السعودية والمنطقة والعالم، حيث يجدون فيها مساحة للتسلية والتعلم في آن واحد، من خلال تطوير مهارات التصميم، التفكير النقدي، والعمل الجماعي.

الموقف السعودي

على الرغم من الشعبية الواسعة لـ"روبلكس"، إلا أن المملكة العربية السعودية اتخذت مسار استراتيجي يقوم على الموازنة بين الاستفادة من مزايا المنصة والحد من مخاطرها الرقمية، فبدلا من حظرها كما فعلت بعض الدول، اتجهت المملكة إلى تقنين استخدامها، وذلك من خلال:

  • حجب نتائج البحث غير الملائمة أو المخلة بالآداب.
  • تطوير آليات للبلاغات لحماية المستخدمين من أي محتوى ضار.
  • تعزيز بيئة آمنة وإيجابية عبر شراكات مع الشركة المشغلة للمنصة.

وقد جاء هذا التوجه ضمن خطط الهيئة العامة لتنظيم الإعلام الرامية إلى مراقبة المحتوى الرقمي، مع ضمان أن تكون تجربة المستخدم متوافقة مع القيم والمبادئ المجتمعية.

استراتيجية وطنية للألعاب والرياضات الإلكترونية

في سبتمبر 2022، أطلقت المملكة الاستراتيجية الوطنية للألعاب والرياضات الإلكترونية، وهي مشروع طموح يستهدف تحويل السعودية إلى مركز عالمي في هذا القطاع بحلول عام 2030، ومن أبرز أهداف هذه الاستراتيجية:

  • تطوير المواهب السعودية في مجالات التصميم والبرمجة والإبداع الرقمي.
  • تمكين بيئة الإبداع التي تتيح للشباب المساهمة في صناعة المحتوى الترفيهي.
  • دعم الصناعات المرتبطة بالألعاب الإلكترونية والرياضات الرقمية، بما يعزز الاقتصاد الوطني.

ويعد التعاون مع منصات عالمية مثل "روبلكس" جزء من هذه الرؤية الطموحة، إذ يمكن الاستفادة من إمكاناتها التقنية وبيئتها التفاعلية في تطوير قدرات الكوادر الوطنية.

رؤية مستقبلية تجمع بين التقنية والثقافة

إن تجربة السعودية مع "روبلكس" تعكس فهم عميق لدور الألعاب الإلكترونية في تشكيل مستقبل الأجيال، فالأمر لم يعد مقتصر على الترفيه، بل أصبح وسيلة للتعلم، الابتكار، وتعزيز الاقتصاد الرقمي.

ومن خلال الجمع بين الرقابة الذكية والاستثمار في المواهب، تضع المملكة نفسها على خريطة الدول الرائدة في هذا المجال.

تمثل "روبلكس" نموذج فريد لمنصة ألعاب تفاعلية استطاعت الجمع بين التقنية والإبداع والربحية، وأصبحت جزء من حياة الملايين حول العالم.

أما في المملكة، فهي أكثر من مجرد منصة للترفيه، إذ تشكل أداة لبناء القدرات، ودعامة لاستراتيجية وطنية طموحة، ونموذج لتوازن دقيق بين الانفتاح على التقنية الحديثة والحفاظ على القيم المجتمعية.