السعودية تستعد لقرارات جديدة حول البقالات المحيطة بالمدارس في الرياض

السعودية تستعد لقرارات جديدة حول البقالات المحيطة بالمدارس في الرياض
  • آخر تحديث

حذر الكاتب الصحفي خالد السليمان من تفشي ظاهرة بيع الأطعمة غير الصحية في البقالات والمطاعم المنتشرة بجوار المدارس، معتبر إياها "بيت الداء" الحقيقي الذي يتربص بصحة الطلاب.

السعودية تستعد لقرارات جديدة حول البقالات المحيطة بالمدارس في الرياض 

وأكد أن هذه المتاجر تعرض منتجات غذائية محظورة وفق لوائح المقاصف المدرسية، ما يجعل الرقابة على المقاصف وحدها غير كافية، داعياً إلى توسيع نطاق المتابعة ليشمل كل مصادر البيع التي يتعامل معها الأطفال.

إشكالية المقاصف أم البقالات؟

أوضح السليمان أنه اطلع على تعميم رسمي يتضمن قائمة بالأطعمة الممنوعة داخل المقاصف المدرسية، مما يكشف أن جذر المشكلة ليس داخل المدارس فقط، بل في المتاجر المحيطة بها، حيث يندفع الطلاب إليها قبل الطابور الصباحي أو بعد انتهاء الحصص.

هذه المحلات غالبا ما تبيع رقائق البطاطس والمشروبات الغازية والحلويات الصناعية المليئة بالسكريات والدهون المهدرجة، وهي مواد تهدد الصحة الجسدية والعقلية للطلاب على المدى الطويل.

غياب الرقابة الفاعلة

انتقد الكاتب ضعف الرقابة على المتاجر الخارجية، مبين أن الطلاب يجدون أنفسهم في مواجهة مفتوحة مع منتجات ضارة دون أي عوائق تنظيمية.

وأكد أن الوعي الذاتي وحده لا يكفي، فحتى لو تم تحذير الأطفال من خطورة هذه الأطعمة، فإن إغراء الإعلانات والتوافر السهل يجعلهم يقعون في شراكها.

لذلك دعا إلى وجود جهة موحدة تتولى مسؤولية الإشراف على الغذاء المقدم للأطفال سواء داخل أسوار المدرسة أو خارجها.

الصحة بين الوقاية والعلاج

أعاد السليمان التذكير بتصريح سابق لوزير الصحة، الذي قال إن الاسم الحقيقي للوزارة هو "وزارة المرض لا وزارة الصحة"، في إشارة إلى تركيز الجهود على العلاج أكثر من الوقاية.

وأكد أن الاستراتيجية الجديدة يجب أن تبنى على الوقاية، باعتبارها السبيل الأجدى لحماية الأطفال من أمراض العصر مثل السمنة، السكري، وارتفاع ضغط الدم، مشدد على أن "الوقاية خير من العلاج".

دور الأسرة في التوعية

لم يغفل الكاتب مسؤولية الأسر، حيث دعا أولياء الأمور إلى تنمية وعي أبنائهم بخطورة الإفراط في تناول المشروبات الغازية والسكريات، وربط هذه العادات غير الصحية بمخاطر حقيقية على صحتهم وحياتهم المستقبلية.

وأوضح أن البيت هو خط الدفاع الأول، وأن التربية الغذائية تبدأ من داخل الأسرة، لكن الرقابة الحكومية تظل ضرورة لا غنى عنها لضمان بيئة غذائية صحية للأطفال.

نداء إنساني لحماية الصغار

اختتم السليمان مقاله بنداء مؤثر شدد فيه على أن صحة الأطفال أمانة في أعناق المجتمع والدولة والأسر، قائل: "صحة صغارنا وديعة لدينا، ننميها حتى يحصدوا فوائدها في كبرهم".

وهو نداء يتجاوز حدود المقال ليشكل صرخة توعية جماعية تستهدف كل من له دور في تشكيل البيئة الغذائية التي ينمو فيها الجيل القادم.