أخطاء تقع فيها في أوقات الدوام تدمر مستقبلك الوظيفي في السعودية

أخطاء تقع فيها في أوقات الدوام تدمر مستقبلك الوظيفي في السعودية
  • آخر تحديث

في سوق العمل بالمملكة العربية السعودية، لا تقتصر المنافسة على المهارات والخبرة فحسب، بل تشمل أيضا الانضباط المهني في أوقات الدوام.

أخطاء تقع فيها في أوقات الدوام تدمر مستقبلك الوظيفي في السعودية

كثير من الموظفين لا يدركون أن عادات بسيطة في الأداء اليومي يمكن أن تقوّض سمعتهم المهنية وفرصهم المستقبلية للنمو والترقية.

نستعرض في هذا التقرير أخطاء شائعة يرتكبها الموظفون أثناء ساعات العمل، تضعف من مصداقيتهم وقد تقودهم إلى خسارة فرص وظيفية ثمينة إن لم يُعالج الأمر مبكرا.

التزام الحضور والانضباط

أول الخطوات التي يقيم المدراء من خلالها الموظف هي التزامه بالدوام. الوصول المتأخر المتكرر يفسد الصورة المهنية، إذ يرسل رسالة ضمنية بعدم احترام الوقت أو بعدم القدرة على التخطيط.

في السعودية، تولي الانضباط أهمية كبيرة في قطاعي الحكومي والخاص؛ لأن التأخيرات المتكررة قد تسجل ضمن ملف الأداء، وقد تستخدم كتبرير لتقييم سلبي أو حتى إجراء تأديبي.

شركة من الشركات الكبرى في الرياض قالت إنها رصدت انخفاض بنسبة كبيرة في أداء فرق العمل المرتبطة بموظفين يتأخرون بانتظام، مما اضطر الإدارة في بعض الحالات إلى إعادة هيكلة الأدوار وعزل من لا يمكن الاعتماد عليهم في التوقيت.

ولذلك، وصولك في الوقت المحدد ليس ترف، بل ضرورة تحمي سمعتك ومستقبلك المهني.

العبارات الحوارية الجانبية والإلهاء

مما لا يقل أهمية عن الحضور المبكر: قضاء وقت طويل في المحادثات غير المرتبطة بالمهام، هذا النوع من السلوك قد يبدو غير مؤذي أو منفج مؤقت، لكنه في الواقع يحد من التركيز والإنتاجية.

كل دقيقة تهدر في تكرار نقاشات جانبية أو التأخر في البدء بالمهام تجمع، ومع مرور الزمن يلاحظها المديرون وتستثنى في التقييم.

الموظف الذي يبدو مشغول لكنه لا ينجز يعطي انطباع أنه يحاول أن يظهر حضوره أكثر من إنجاز مهامه، في بيئة عالية الأداء كما في السعودية، تتوقع الشركات أن يكون الموظف منتج، ليس فقط متواجد.

الاعتماد على الذاكرة بدلا من التوثيق

الكثير ممن يعتمد على الحفظ أو الذاكرة في تسجيل الملاحظات أو المهام يقع في فخ النسيان، أو تداخل المهام أو ضياع بعض التفاصيل المهمة.

الوثائق والملاحظات المكتوبة تمكن الموظف من الإحاطة بجميع مسؤولياته، تعزز من قدرته على المتابعة والتسلسل، وتجنب الالتباس مع الزملاء أو الإدارة.

بالإضافة إلى ذلك، استخدام أدوات مثل الجداول الزمنية، قوائم المهام، والتطبيقات التنظيمية (Task manager apps) يعكس مستوى احترافيّ، ويسهم في تقليل الأخطاء الناتجة عن النسيان، كما يحسن من صورة الموظف في عيون الإدارة كمن يرتب أولوياته بدقة.

إهمال فترات الاستراحة القصيرة

قد يظن البعض أن العمل المتواصل دون فترات راحة هو دليل على الجدية، لكن الواقع عكس ذلك، عدم أخذ فترات استراحة قصيرة يؤدي إلى الإرهاق، انخفاض التركيز، وتراجع الإنتاجية بعد ساعات من العمل.

تؤكد دراسات في إدارة الموارد البشرية أن فترات الراحة القصيرة تعيد نشاط الدماغ، تمنح الموظف فرصة لإعادة شحن طاقته، وتعمل على تحسين الأداء على المدى الطويل.

في المملكة، حيث ارتفاع حرارة الصيف وضغوط العمل في بعض القطاعات كبيرة، تصبح هذه الفترات ضرورية للحفاظ على الصحة النفسية والجسدية وكذلك على جودة العمل.

مغادرة المكتب دون تنظيم وترتيب الملفات

أخيرا، مغادرة المكتب دون ترتيب الملفات أو تنظيم العمل هي عادة تظهر عدم الاهتمام بالتفاصيل أو ضعف الانضباط.

تخيل أن تأتي صباحا وتجد غياب لترتيب الأرشيف أو ملفات المشروع؛ سيجد الزميل أو المدير صعوبة في المتابعة، وقد يضيع عمل قمت به أنت، أو يحدث تكرار لمهمة كنت قد أنجزتها بالفعل.

الترتيب الجيد لا يقتصر على المكاتب المادية فحسب، بل يشمل الملفات الرقمية والتنظيم على الحاسوب، وضمان أن كل شيء محفوظ بطريقة منطقية يمكن الوصول إليها بسرعة.

هذا يعكس احترام للمكان والزمن، ويحقق وضوح في الأداء؛ خصوصا حين تنتقل إلى مهام جديدة أو عندما تحتاج الإدارة لمراجعة ما قمت به.

كيف تتجنب هذه الأخطاء وترسّخ سمعة احترافية

  • انطلق من التزام واضح بجدول الحضور، ضع منبّهات إن اضطر الأمر، وتأكد من أنك تترك المنزل في وقت مناسب لمواجهة الزحام والتأخرات غير المتوقعة.
  • خصص أوقات واضحة للمحادثات الاجتماعية، ولكن بعد إنهاء المهام الأساسية.
  • استخدم أدوات لتدوين المهام والملاحظات فور تلقيها، ولا تعتمد فقط على الذاكرة.
  • التزم بفترات راحة قصيرة مجدية، ليست انقطاع مطاً، لكن كاستراحة ذهنية تنعش التفكير.
  • نظم مكان عملك وملفاتك قبل المغادرة، كي يكون صباحك التالي أكثر ترتيب وكفاءة.

إن هذه الأخطاء قد تبدو بسيطة على السطح، لكنها إذا تراكمت فإنها تشكل عائق حقيقي أمام الترقية وفرص النمو المهني في المملكة.

من خلال التركيز على الحضور، الإنتاجية، التنظيم، والراحة العقلية والجسدية، يمكن لأي موظف أن يضمن أن مستقبله الوظيفي ليس فقط مستقر، بل واعد ومبني على أداء موثوق ومهني.