القصة الكاملة لرحيل لابورت عن النصر

القصة الكاملة لرحيل لابورت عن النصر
  • آخر تحديث

أعلن نادي النصر السعودي رسميا موافقته على رحيل المدافع الإسباني إيمريك لابورت إلى نادي أتلتيك بلباو الإسباني، في صفقة انتقال دائم تمت بفض غموض استمر لأسابيع بين الأطراف المعنية.

القصة الكاملة لرحيل لابورت عن النصر

خطوة ارتبطت بعدة أحداث فنية وإدارية وقانونية، عكست التوازن بين رغبة اللاعب، ومتطلبات النادي، وضوابط الانتقالات الدولية.

في هذا التحقيق الصحفي نستعرض التفاصيل الكاملة للرحيل — من المفاوضات إلى الموافقة النهائية والإجراءات التي تدخلت فيها الفيفا

في نهاية الموسم الكروي السابق، أبلغ لابورت إدارة النصر برغبته في مغادرة الفريق والعودة إلى ناديه الأم أتلتيك بلباو، رغبة دفعته إليها عدة دوافع شخصية ومهنية.

بين هذه الدوافع الحاجة إلى ضمان مشاركة أكثر من أجل البقاء ضمن حسابات المنتخب الإسباني استعداد لكأس العالم 2026، والرغبة في إنهاء تجربة احترافية في السعودية بشكل يليق بصوره كلاعب مرموق.

الإدارة النصراوية تلقت الطلب والترحيب به مبدئيا، خصوصا بعد تولي البرتغالي جيسوس مهمة المدرب، الذي أبدى توجه نحو تجديد الخط الدفاعي والتخلي عن بعض اللاعبين الذين لا يتماشى دورهم مع خططه.

خلال تلك الفترة، وردت عدة عروض من أندية أوروبية لإعادة ضم لابورت، بعضها عرض للإعارة، وأخرى انتقال دائم.

إلا أن المجلس الإداري للنصر رفض عروض الإعارة أو التخلي الكامل دون الاستفادة المالية التي يراها مناسبة، متمسك بالشروط الخاصة بالعقد وبالحقوق المالية التي يراها عادلة بالنظر إلى قيمة اللاعب والخبرة التي يضيفها للفريق.

هذا الموقف تسبب في تأخير ملحوظ في إتمام الصفقة، رغم تقدم الأمور في الجانب الشخصي بين لابورت وبلباو.

المعوق الأبرز أمام انتقال لابورت إلى إسبانيا تمثل في المستندات الورقية ومتطلبات التسجيل الدولي، خصوصا شهادة التسجيل الدولي(ITC).

على الرغم من إتمام الاتفاق الفعلي بين الأندية، فإن إدارة النصر لم ترسل الأوراق خلال الفترة المحددة قانوني لإغلاق نافذة الانتقالات الإسبانية، وفق ما ذكرته صحف مثل ماركا الإسبانية.

التأخر في رفع طلب التسجيل عبر النظام الإلكتروني للانتقالات أدى إلى رفض مبدئي من قبل الجهات المختصة إسبانيا، الأمر الذي تسبب في اضطراب وجدال كبير بين الأندية والمعنيين.

في هذا السياق تدخلت الفيفا بعد استئناف من نادي بلباو، حيث قضت بمنحه شهادة النقل المطلوبة، مما سمح بتفعيل الصفقة رسميا رغم أنها تأخرت بعد انتهاء الميركاتو الإسباني.

هذا القرار شمل اعتبارات استثنائية، أبرزها رغبة اللاعب والأثر الذي قد تتركه عطالة التسجيل على مستقبله المهني، خصوصا مع اقتراب موعد المنافسات والتحضيرات الدولية.

بتاريخ 12 سبتمبر 2025، أصدر النصر بيان رسميا يعلم فيه بـ "موافقة الشركة إداريا على انتقال إيمريك لابورت إلى أتلتيك بلباو"، وشكرا له على الفترة التي قضاها مع الفريق، متمني له التوفيق في مسيرته المقبلة.

هذا الإعلان جاء بعد أيام من بيان أولي من بيتش بيلم، أحد الصحف الإسبانية، الذي كشف أن الفيفا قد منح الضوء الأخضر، مما أنهى حالة الغموض والجدل القانوني والإعلامي.

من جهته، نشر لابورت رسالة وداعية عبر حسابه الشخصي، مسلم بأن وقته في النصر قد انتهى، ومعبرا عن امتنانه للتجربة التي عاشها، وعن فخره باللحظات التي شارك فيها مع زملائه والجماهير.

كذلك، لم تخلو الأصداء من ردود فعل جماهيرية، حيث انقسم الجمهور بين من يرى أن الأداء لم يرتقِ لتوقعات الأندية الكبيرة، وبين من أهل اللاعب لأن يغادر بشرف بعد أن قدم مستويات جيدة.

هذا التحول الذي شهده ملف رحيل لابورت عن النصر لا يعد صفقة انتقال فحسب، بل نقطة مفصلية في مسيرة اللاعب، والنادي كذلك.

لابورت يستعيد مكانه في ملعب سام مامييز مع بلباو بعد سنوات كانت مغادرة أساسياته، أما النصر، فقد جنى أرباح مالية معتبرة من العملية، واستغلها في تعزيز دفاعه بلاعب جديد، ضمن سياسة إعادة البناء.

من جانب آخر، تؤكد القضية أهمية الدقة والسرعة في الإجراءات القانونية والإدارية المرتبطة بالانتقالات، وتأثيرها المباشر على مصير اللاعبين والفرق، كذلك يظهر كيف أن لامبالاة أو تأخر إداري قد يعرقل انتقالات كانت شبه مؤكدة.

رحيل إيمريك لابورت عن النصر إلى أتلتيك بلباو مليء بالتفاصيل التي تجمع بين الطموح الشخصي، الأبعاد القانونية، والإدارة الفنية. الاتفاق الأولي، المفاوضات المالية، التأخر في إرسال المستندات، تدخل الفيفا، الرسالة الوداعية، كلها عناصر رافقت هذا الفصل.

الآن لابورت يبدأ فصل جديد في مسيرة كروية طويلة، والنصر يدخل مرحلة إعادة التقييم خصوصا لدعم خط الدفاع وتوزيع الأدوار بلاعبين يلامسون تطلعات الجماهير.

المصادر

  • ماركا الإسبانية – “القصة الكاملة.. كيف أوقف النصر انتقال لابورت في اللحظة الأخيرة؟”