بعد افتتاحه رسمياً: تجربة توضح مدة الانتقال بين شرق وغرب الرياض عبر المسار البرتقالي بأقل من سعر لتر بنزين

في خطوة تعكس التطور الكبير الذي تشهده المملكة في قطاع النقل العام، دشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في نوفمبر الماضي مشروع قطار الرياض، الذي يعد أحد أضخم مشاريع النقل العام في العالم، بتكلفة إجمالية بلغت 22.5 مليار دولار.

تجربة توضح مدة الانتقال بين شرق وغرب الرياض عبر المسار البرتقالي

واليوم، ومع اكتمال تشغيل جميع مساراته الستة، يقفز قطار الرياض ليكون شريان الحياة الجديد في العاصمة، رابط بين أحيائها ومسهل حركة تنقل سكانها وزوارها بكفاءة عالية، وبتكلفة زهيدة.

يهدف مشروع قطار الرياض، الذي يعد جزء رئيسي من مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام، إلى توفير نظام نقل عام حديث ومتكامل يسهم في تحسين جودة الحياة في المدينة، من خلال توفير وسيلة نقل آمنة ومريحة وموثوقة تسهم في الحد من الازدحام المروري وتقليل الانبعاثات الكربونية، وتحقيق التنمية المستدامة في العاصمة.

رحلة عبر المسار البرتقالي: 41 كيلومتراً في 40 دقيقة

يمتدّ المسار البرتقالي، الذي تمّ افتتاحه مؤخراً ليكتمل عقد مسارات قطار الرياض الستة، بطول 41 كيلومترا، ليربط شرق الرياض بغربها، بدء من طريق جدة غرب، مرور بوسط المدينة، وصولا إلى الطريق الدائري الشرقي الثاني بمحاذاة منطقة خشم العان شرقاً.

ويضم المسار 5 محطات رئيسية هي: محطة طريق جدة، محطة طويق، محطة الدوح، محطة طريق هارون الرشيد، ومحطة النسيم. 

وقد أظهرت تجربة ميدانية حديثة أجرتها إحدى الصحف المحلية، أنّ قطار الرياض قادر على نقل الركاب بين شرق وغرب المدينة عبر المسار البرتقالي في غضون 40 دقيقة فقط، وبسعر تذكرة لا يتجاوز 4 ريالات سعودية، أي أقل من سعر لتر البنزين!  

وتعد هذه السرعة وهذا التوفير في التكلفة عاملين أساسيين في جذب سكان الرياض لاستخدام القطار كوسيلة نقل يومية، مما يسهم في تخفيف الضغط على شبكة الطرق، وتقليل الازدحام المروري.

قطار الرياض: 85 محطة لخدمة 1.16 مليون راكب يومياً

يتميّز قطار الرياض بعدد من المميزات التي تجعله أحد أفضل أنظمة النقل العام في العالم، فهو يمتد على طول 176 كيلومتراً، ويضمّ 85 محطة، منها 8 محطات رئيسية، تربط بين خطوطه الستة (الأزرق، الأحمر، البرتقالي، الأصفر، الأخضر، والبنفسجي).

 وقد روعي في تصميم هذه المحطات أن تكون متاحة لجميع فئات المجتمع، بما في ذلك كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تم تزويدها بـ 327 مصعداً و 468 سلم كهربائي.

ولا تقتصر مزايا قطار الرياض على سرعته وكفاءته فحسب، بل تمتد لتشمل تصميمه العصري وخدماته المتطورة، حيث تم تزويد جميع محطاته بأحدث التقنيات التي تضمن راحة وسلامة الركاب، مثل أنظمة التكييف المتطورة، وشبكات الإنترنت اللاسلكي المجانية، وأنظمة المراقبة الأمنية على مدار الساعة.

كما تم توفير مواقف للسياراتىفي بعض المحطات لتسهيل وصول الركاب إلى القطار.

نقلة نوعية في حياة سكان العاصمة

من المتوقع أن يحدث قطار الرياض نقلة نوعية في حياة سكان العاصمة، فهو سيسهم في تسهيل تنقلهم وتوفير وقتهم وجهدهم، كما سيسهم في الحد من الازدحام المروري والتلوث البيئي، وتحسين جودة الهواء في المدينة.

كما يتوقع أن يسهم  القطار في رفع قيمة العقارات المحيطة بمحطاته، وتنشيط الحركة التجارية في المناطق التي يمر بها.

ويعد قطار الرياض نموذج يحتذى به في تطوير مشاريع النقل العام في المنطقة، فهو يجمع بين التكنولوجيا الحديثة والكفاءة التشغيلية والتصميم العصري، ليقدم تجربة سفر فريدة ومريحة لجميع الركاب.