هذا ما لا يعرفه معظم سكان السعودية عن رجال المع وسر جذبها آلاف الزائرين يومياً من داخل وخارج المملكة

هذا ما لا يعرفه معظم سكان السعودية عن رجال المع
  • آخر تحديث

في قلب منطقة عسير، تتلألأ محافظة رجال ألمع كواحدة من أبهى الوجهات السياحية والثقافية في المملكة، حيث تتناغم الطبيعة البكر مع التراث العريق لتشكل لوحة فريدة تستقطب الزوار من مختلف المناطق.

هذا ما لا يعرفه معظم سكان السعودية عن رجال المع

ومع هطول الأمطار الموسمية هذه الأيام، ازدانت المحافظة بجمال مضاعف، حيث الغابات الكثيفة، والشلالات الهادرة، والهواء العليل الذي يضفي على الأجواء سحر خاص.

العمارة التراثية تاريخ من الحجر والخشب

تبرز المنازل الحجرية القديمة المنتشرة على سفوح الجبال القدرة الفائقة للإنسان في التكيف مع البيئة الجبلية الصعبة.

فقد شيدت هذه المباني باستخدام الحجر والطين والخشب، في تصاميم شاهقة تصل إلى ثمانية طوابق، تزينها نقوش القط العسيري بألوانها الزاهية.

ويكشف هذا الطراز العمراني الفريد عن عمق حضاري متجذر، جعل من رجال ألمع معلم بارز في الهوية المعمارية السعودية.

الطرق الجبلية والمدرجات الزراعية

تشكل الطرق المعبدة التي تشق المرتفعات رابط بين القرى المعلقة على القمم وتلك الموزعة في بطون الأودية.

وبين هذه التضاريس تتدرج المدرجات الزراعية التي يزرع فيها الأهالي الذرة والبن والدخن، في مشهد أصيل يعكس ارتباط المجتمع المحلي بأرضه وموروثه الزراعي، ويحفظ نمط حياة توارثته الأجيال.

المناحل والعسل العسيري

تحتضن المحافظة العديد من المناحل التقليدية التي تشتهر بإنتاج العسل الطبيعي عالي الجودة، والذي يعد جزء مهم من الاقتصاد المحلي.

ولا تزال هذه المهنة تمثل مصدر اعتزاز للسكان، حيث يجمع العسل في مواسمه ويباع كمنتج أصيل ارتبط بسمعة عسير ورجال ألمع على وجه الخصوص.

مسارات طبيعية ورحلات استكشاف

تدعوك الممرات الترابية التي تمتد وسط الغابات الكثيفة إلى خوض رحلة استكشافية بين أشجار السدر والسيال والطلح. ومع زقزقة الطيور، ورذاذ المطر، ونسيم الجبال، يعيش الزائر تجربة طبيعية متكاملة تعكس جمال البيئة العسيرية وتفردها.

القرية التراثية والمتحف التاريخي

تبعد رجال ألمع نحو 45 كيلومتر غرب مدينة أبها، وتضم قرية تراثية تعود إلى أكثر من ثلاثة قرون، شيدت مبانيها من الحجر والخشب بأسلوب هندسي يراعي خصوصية المكان.

كما تضم القرية متحف رجال ألمع التراثي الذي أسس عام 1985، ليكون شاهد حي على تاريخ المنطقة ومخزونها الثقافي، حيث يضم مقتنيات وأدوات ومخطوطات تجسد حياة الأجداد وموروث عسير الأصيل.

وجهة سياحية متكاملة

بفضل ما تزخر به من تنوع طبيعي وثقافي وتاريخي، تواصل رجال ألمع تعزيز مكانتها كإحدى أبرز الوجهات السياحية الوطنية.

فهي تجمع بين سحر الطبيعة الجبلية وروعة التراث الإنساني، لتقدم للزائر تجربة استثنائية تمزج بين الاستجمام في أحضان الطبيعة، والغوص في أعماق التاريخ، والتعرف على ملامح الحياة الأصيلة في قلب عسير.